ورقة 52, حِقب بشرية كوكبية

   
   أرقام الفقرة: على | إيقاف
نص سهل الطباعةنص سهل الطباعة

كِتاب يورانشيا

ورقة 52

حِقب بشرية كوكبية

52:0.1 (589.1) منذ إبتداء الحياة على كوكب تطوري إلى وقت إزدهاره النهائي في عهد النور والحياة, يظهر هناك على مسرح العمل العالمي على الأقل سبع حِقب من الحياة الإنسانية. هذه العصور المتتالية تُحدَد بالمهمات الكوكبية للأبناء الإلهيين, وعلى عالم مسكون متوسط تظهر هذه الحقب بالترتيب التالي:

52:0.2 (589.2) 1. إنسان سابق للأمير-الكوكبي.

52:0.3 (589.3) 2. إنسان ما بعد الأمير-الكوكبي.

52:0.4 (589.4) 3. إنسان ما بعد-آدم.

52:0.5 (589.5) 4. إنسان ما بعد-إبن قضائي.

52:0.6 (589.6) 5. إنسان ما بعد إبن-إغداق.

52:0.7 (589.7) 6. إنسان ما بعد إبن-مُعلم.

52:0.8 (589.8) 7. عهد النور والحياة.

52:0.9 (589.9) إن عوالم الفضاء, بمجرد أن تصبح لائقة فيزيائياً للحياة, توضع على سجل حاملي الحياة, وفي الوقت المناسب يتم إرسال هؤلاء الأبناء إلى هذه الكواكب بهدف بدء الحياة. الفترة بأكملها من بدء الحياة إلى ظهور الإنسان تُسمى بالعهد السابق للإنسان وتسبق الحِقب البشرية المتتالية التي أُخذت بعين الإعتبار في هذا الرواية.

1. الإنسان البدائي

52:1.1 (589.10) من وقت بروز الإنسان من المستوى الحيواني--عندما يمكنه إختيار عبادة الخالق--إلى وصول الأمير الكوكبي, تُدعى مخلوقات المشيئة البشريين ناس بدائيين. هناك ستة أنواع أو أجناس أساسية من الناس البدائيين, وتظهر هذه الشعوب المبكرة على التوالي في ترتيب ألوان الطيف, بدءاً من الأحمر. يختلف طول الوقت المُستهلَك في تطور هذه الحياة المبكرة إلى حد كبير على عوالم مختلفة, متراوح بين مائة وخمسين ألف سنة إلى أكثر من مليون سنة من زمن يورانشيا.

52:1.2 (589.11) سلالات اللون التطورية--الأحمر, البرتقالي, الأصفر, الأخضر, الأزرق, والنيلي--تبدأ بالظهور حوالي الزمن الذي يقوم فيه الإنسان البدائي بتطوير لغة بسيطة ويبدأ بممارسة المخيلة الخلاَّقة. بحلول هذا الوقت يكون الإنسان قد إعتاد جيداً الوقوف بانتصاب.

52:1.3 (589.12) الناس البدائيون هم صيادون قديرون ومحاربون أقوياء. قانون هذا العصر هو البقاء الفيزيائي للأصلح؛ حكومة هذه الأزمنة هي قبائلية بالكامل. خلال الصراعات العرقية المبكرة على عوالم كثيرة يتم إبادة بعض من السلالات التطورية, كما حدث على يورانشيا. عادة ما يمتزج أولئك الذين ينجون مع الجنس البنفسجي المستورَد في وقت لاحق, الشعوب الآدمية.

52:1.4 (589.13) في ضوء الحضارة اللاحقة, هذا العهد للإنسان البدائي هو فصل طويل, ومُظلم, ودموي. آداب الغابة وأخلاق الغابات البدائية لا تتماشى مع مقاييس الإفتقادات الإلهية فيما بعد من الدين الموحى والتنمية الروحية الأعلى. على عوالم عادية وغير إختبارية تختلف هذه الحقبة كثيراً عن الصراعات المطولة والوحشية للغاية التي ميزت هذا العصر على يورانشيا. عندما تبرزون من تجربة عالمكم الأولى, ستبدأون برؤية لماذا يحدث هذا النضال الطويل والمؤلم على العوالم التطورية, وبينما تذهبون إلى الأمام في مسار الفردوس, سوف تفهمون على نحو متزايد الحكمة من هذه الأعمال الغريبة على ما يبدو. لكن على الرغم من كل تقلبات العصور المبكرة للبروز الإنساني, فإن أداءات الإنسان البدائي تمثل فصلاً رائعاً, حتى بطولياً, في سجلات تاريخ عالم تطوري للزمان والفضاء.

52:1.5 (590.1) ليس الإنسان التطوري الباكر مخلوقاً نابضاً بالحيوية. بشكل عام, هؤلاء البشر البدائيون هم سكان كهوف أو مقيمي صخور. هم كذلك يبنون أكواخاً بسيطة في الأشجار الكبيرة. قبل أن يكتسبوا درجة عالية من الذكاء, أحياناً يتم اجتياح الكواكب بالأنواع الأكبر من الحيوانات. لكن في وقت مبكر من هذا العهد يتعلم البشر كيفية إشعال النار والحفاظ عليها, ومع تزايد المخيلة الإبتكارية والتحسن في الأدوات, سرعان ما يهزم الإنسان المتطور الحيوانات الأكبر والأكثر صعوبة للإنقياد. كذلك تجعل الأجناس المبكرة إستخداماً واسع النطاق للحيوانات الطائرة الأكبر. هذه الطيور الضخمة قادرة على حمل إنسان أو إنسانين متوسطي الحجم لطيران بدون توقف لأكثر من خمسمائة ميل. في بعض الكواكب هذه الطيور ذات خدمة كبيرة حيث أنها تمتلك درجة عالية من الذكاء, غالباً ما تكون قادرة على التكلم بالعديد من كلمات لغات الحيز. هذه الطيور هي في غاية الذكاء, مطيعة جداً وودودة بشكل لا يُصدق. مثل طيور السفر تلك قد إنقرضت منذ أمد طويل على يورانشيا, لكن أسلافكم المبكرين استمتعوا بخدماتها.

52:1.6 (590.2) إكتساب الإنسان للحكم الأدبي, المشيئة الأخلاقية, عادة ما يتزامن مع ظهور اللغة المبكرة. عند إحراز المستوى الإنساني, بعد هذا البروز للإرادة البشرية, يصبح هؤلاء الكائنات متقبلين للسكن المؤقت للضباط الإلهيين, وعند الموت يُختار الكثيرون في حينه كناجين ويُختَمون من قِبل رؤساء الملائكة لقيامة لاحقة وإنصهار روح. رؤساء الملائكة دائماً يرافقون الأمراء الكوكبيين, والحُكم القضائي للإفتقاد الإلهي للحيز يكون مُتزامناً مع وصول الأمير.

52:1.7 (590.3) جميع البشر الذين هم مسكونين بضباط الفكر هم عابدون مُحتملين؛ لقد تم "تنويرهم بالنور الحقيقي", ويمتلكون القدرة على إلتماس تواصل متبادل مع الألوهية. مع ذلك, فإن الدِين الباكر أو البيولوجي للإنسان البدائي هو إلى حد كبير إستمرارية الخوف الحيواني مزدوج مع الرعب الجاهل والخرافات القبلية. إن بقاء الخرافات في أجناس يورانشيا هو بالكاد متمم لنشوئكم التطوري ولا هو منسجم مع سوى ذلك إنجازاتكم الباهرة في التقدم المادي. لكن دِين الخوف الباكر هذا يخدم هدفاً قيماً جداً في إخضاع الطباع الحادة لهذه المخلوقات البدائية. إنه رائد الحضارة والتربة للزرع اللاحق لبذور الدين الموحى من قِبل الأمير الكوكبي ومُسعفيه.

52:1.8 (590.4) في غضون مائة ألف سنة من الوقت الذي فيه يكتسب الإنسان قامة منتصبة, يصل الأمير الكوكبي عادة, كونه قد أُرسل من قِبل سُلطان النظام بناء على تقرير حاملي الحياة بأن الإرادة تعمل, على الرغم من أن عدد قليل نسبياً من الأفراد قد تطوروا على هذا النحو. عادة ما يرحب البشر البدائيون بالأمير الكوكبي وموظفيه المرئيين؛ في الواقع, فإنهم غالباً ما ينظرون إليهم برهبة وتوقير, تقريباً بتعبد, ما لم يُكبحوا.

2. إنسان ما بعد الأمير الكوكبي

52:2.1 (591.1) مع وصول الأمير الكوكبي يبدأ إفتقاد إلهي جديد. تظهر الحكومة على الأرض, وتُحرَز الحقبة القبائلية المتقدمة. خطوات إجتماعية كبيرة تتم في غضون بضعة آلاف من السنين من هذا النظام. في ظل الظروف العادية يُحرز البشر حالة عالية من الحضارة أثناء هذا العصر. إنهم لا يكافحون طويلاً جداً في الهمجية كما فعلت أجناس يورانشيا. لكن الحياة على عالم مأهول تتغير إلى حد كبير بالتمرد بحيث يمكن أن يكون لديكم فكرة يسيرة أو معدومة عن مثل هكذا نظام على كوكب طبيعي.

52:2.2 (591.2) يبلغ متوسط طول هذا الإفتقاد الإلهي حوالي خمسمائة ألف سنة, بعضها أطول, وبعضها أقصر. خلال هذا العهد يتأسس الكوكب في دارات النظام, ويتم تعيين حصة كاملة من المساعدات السيرافية وغيرها من المساعدات السماوية الأخرى إلى إدارته. يأتي ضباط الفكر بأعداد متزايدة, والحرس السيرافي يقمن بتكبير نظامهن من الإشراف البشري.

52:2.3 (591.3) عندما يصل الأمير الكوكبي على عالم بدائي, يسود الدِين المتطور من الخوف والجهل. يقوم الأمير وموظفيه بالكشوف الأولى للحقيقة الأعلى وتنظيم الكون. هذه العروض الأولية لدِين الوحي هي بسيطة جداً, وعادةً ما تتعلق بشؤون النظام المحلي. الدِين هو عملية تطورية على نحو تام سابقاً إلى وصول الأمير الكوكبي. لاحقاً, يتقدم الدِين عن طريق الوحيٍ المتدرج بالإضافة إلى النمو التطوري. كل افتقاد إلَهي, كل حقبة بشرية, تتلقى عرضاً موسعاً للحقيقة الروحية والآداب الدينية. إن تطور الإستطاعة الاستلامية الدينية في سكان العالم تُحدد إلى حد كبير سرعة تقدمهم الروحي ومدى الوحي الديني.

52:2.4 (591.4) يشهد هذا الإفتقاد الإلهي فجراً روحياً, وتميل الأجناس المختلفة وقبائلها المتنوعة لإنشاء أنظمة متخصصة من الفكر الديني والفلسفي. يجري هناك بشكل منتظم خلال كل تلك الأديان العرقية نزعتين: المخاوف المبكرة للناس البدائيين والكشوف اللاحقة للأمير الكوكبي. في بعض النواحي لا يبدو أن اليورانشيون قد خرجوا كلياً من هذه المرحلة من التطور الكوكبي, بينما تتابعون هذه الدراسة, ستفهمون بوضوح أكثر كم ينحرف بعيداً عالمكم عن المسار المتوسط للتنمية والتقدم التطوري.

52:2.5 (591.5) لكن الأمير الكوكبي ليس "أمير السلام". تستمر الصراعات العرقية والحروب القبلية نحو هذا الإفتقاد الإلهي لكن مع تواتر وشدة متناقصة. هذا هو العصر العظيم للتشتت العرقي, ويبلغ ذروته في فترة من القومية المكثفة. اللون هو أساس التجمعات القبلية والقومية, وغالباً ما تُطور الأجناس المختلفة لغات منفصلة. كل فئة متوسعة من البشر تميل للسعي إلى العزلة. يكون هذا الإنفصال مؤاتياً بوجود العديد من اللغات. قبل توحيد الأجناس المتعددة تؤدي حروبهم التي لا هوادة فيها أحياناً إلى طمس شعوب كاملة؛ يتعرض الناس البرتقاليون والخُضر بشكل خاص لهكذا إبادة.

52:2.6 (591.6) على عوالم متوسطة, أثناء الجزء الأخير من حُكم الأمير, تبدأ الحياة القومية لتحل محل التنظيم القبلي أو بالأحرى أن تُفرض على المجموعات القبلية القائمة. لكن الإنجاز الإجتماعي العظيم لحقبة الأمير هي بروز الحياة العائلية. من الآن, قد كانت العلاقات الإنسانية قبلية بشكل رئيسي؛ الآن, يبدأ المنزل بالتحقق.

52:2.7 (591.7) هذا هو الإفتقاد الإلهي لتحقيق المساواة الجنسية. على بعض الكواكب قد يحكم الذَكر الأنثى؛ على أخرى يسود العكس. خلال هذا العصر تؤسس العوالم الطبيعية مساواة جنسية كاملة, هذا تمهيدي للإدراك الأكمل لمُثل الحياة المنزلية. هذا هو فجر العصر الذهبي للمنزل. إن فكرة الحُكم القبائلي تدريجياً تفسح المجال إلى المفهوم المزدوج للحياة القومية والحياة الأسرية.

52:2.8 (592.1) خلال هذا العصر تجعل الزراعة ظهورها. نمو فكرة العائلة غير متوافق مع الحياة الهائمة وغير المستقرة للصياد. تدريجياً تصبح ممارسات المساكن المستقرة وحرث التربة راسخة. يتقدم تدجين الحيوانات وتطوير الفنون المنزلية بسرعة. مع الوصول إلى قمة التطور البيولوجي, يكون قد تم تحقيق مستوى أعلى من الحضارة, لكن هناك القليل من التطور للنظام الميكانيكي؛ الإختراع هو سمة العصر التالي.

52:2.9 (592.2) تُطهَر السلالات وتُرفع إلى حالة عالية من الكمال الفيزيائي والقوة الفكرية قبل نهاية هذا العهد. إن التطور الباكر لعالم طبيعي يُساعَد إلى حد كبير بخطة تعزيز تزايد الأنواع الأعلى من البشر مع التقليص التناسبي للأقل. وإنه فشل شعوبكم المبكرة للتمييز هكذا بين هذه الأنواع ما يُعلل وجود الكثير جداً من الأفراد المشوبين والفاسدين بين سلالات يورانشيا الحالية

52:2.10 (592.3) إن إحدى الإنجازات العظيمة لعصر الأمير هي الحد من تكاثر الأفراد المعاقين عقلياً وغير الكفؤين إجتماعياً. قبل وقت طويل من وصول الإبنان الثانيان, الآدمان, معظم العوالم يعالجون أنفسهم بجدية في مهام التطهير العرقي, الذي لم تأخذه شعوب يورانشيا على عاتقها جدياً حتى الآن.

52:2.11 (592.4) هذه المشكلة من التحسين العرقي ليست مهمة واسعة النطاق عندما يتم مهاجمتها في هذا التاريخ الباكر في التطور الإنساني. الفترة السابقة من الصراعات القبلية والمنافسة العنيفة في نجاة الجنس تكون قد استأصلت معظم السلالات غير الطبيعية والمعيبة. ليس لدى الأحمق فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة في تنظيم إجتماعي قبائلي بدائي ومتحارب. إنها العاطفة الزائفة لحضارتكم المُكَمَلة جزئياً التي ترعى, وتحمي, وتُديم السلالات المعيبة الميؤوس منها من مخزون الإنسان التطوري.

52:2.12 (592.5) إنه ليس من الحنو ولا الإيثار إغداق العطف غير المجدي على كائنات إنسانية فاسدة, غير ممكن إنقاذهم, غير طبيعيين ووضيعين. يتواجد هناك على حتى العوالم التطورية الأكثر طبيعية إختلافات كافية بين الأفراد وبين مختلف الجماعات الإجتماعية لتزود لأجل الممارسة الكاملة لكل تلك الشمائل النبيلة من مشاعر الإيثار والإسعاف البشري اللا-أناني دون إدامة السلالات غير اللائقة إجتماعياً والفاسدة أخلاقياً من الإنسانية المتطورة. هناك فرصة وافرة لممارسة التسامح وعمل الإيثار لصالح أولئك الأفراد التُعساء والمعوزين الذين لم يخسروا على نحو لا رجعة فيه تراثهم الأخلاقي ودمروا إلى الأبد حقهم الروحي المُكتسب بالولادة.

3. إنسان ما بعد آدم

52:3.1 (592.6) عندما يكون الزخم الأصلي للحياة التطورية قد أخذ مجراه البيولوجي, عندما يكون الإنسان قد وصل قمة التطور الحيواني, هناك تصل المرتبة الثانية من البنوة, ويتم إفتتاح الإفتقاد الإلهي الثاني من النعمة والإسعاف. هذا صحيح على كل العوالم التطورية. عندما يكون قد تم إحراز أعلى مستوى ممكن من الحياة التطورية, عندما يكون الإنسان البدائي قد إرتقى إلى أقصى حد ممكن في السُلم البيولوجي, دائماً يظهر إبن وإبنة ماديان على الكوكب, بعد أن يتم إرسالهما من قِبل سلطان النظام.

52:3.2 (593.1) يُغدَق ضباط الفكر على نحو متزايد على أُناس ما بعد آدم, وفي أعداد متزايدة باستمرار يحرز هؤلاء البشر الإستطاعة من أجل الإنصهار بالضابط اللاحق. بينما يعملون كأبناء مُتنزلين, لا يملك الآدميون ضباط, لكن نسلهم الكوكبي--المباشر والمختلط--يصبحون مُرشَحين شرعيين للإستلام, في الوقت المناسب, لمَراقب الغموض. بحلول نهاية عصر ما بعد آدم, يحوز الكوكب حصته الكاملة من المُسعفين السماويين؛ فقط ضباط الإنصهار ليسوا بعد مُغدقين كونياً.

52:3.3 (593.2) إن الهدف الرئيسي للنظام الآدمي هو التأثير على الإنسان المتطور ليُتم الإنتقال من مرحلة مدنية الصياد والراعي إلى تلك للمُزارع والبستاني, ليتم استكمالها لاحقاً بظهور الإضافات المدنية والصناعية للحضارة. عشرة آلاف سنة من هذا الإفتقاد الإلهي للرافعين البيولوجيين هي كافية لإحداث تحول رائع. خمسة وعشرون ألف سنة من هكذا إدارة من الحكمة المشتركة للأمير الكوكبي والأبناء الماديين عادة ما تُنضج الجو من أجل مجيء إبن قضائي.

52:3.4 (593.3) عادة ما يشهد هذا العصر إتمام إزالة غير الملائم والتطهير الإضافي للسلالات العنصرية؛ على عوالم طبيعية تكون الميول الهمجية المعيبة قد أُزيلت تقريباً تماماً من السلالات التناسلية للحيز.

52:3.5 (593.4) النسل الآدمي لا يندمج أبداً مع السلالات الوضيعة من الأجناس التطورية. ولا هي الخطة الإلهية لآدم وحواء الكوكبيين للتزاوج, شخصياً, مع الشعوب التطورية. مشروع التحسين العنصري هذا هو مهمة ذريتهما. لكن نسل الإبن والإبنة الماديين يتم تعبئتهم لأجيال قبل أن يتم إفتتاح إسعاف الإندماج-العرقي.

52:3.6 (593.5) النتيجة لهدية بلازما الحياة الآدمية إلى سلالات البشر هي ترقية فورية للإستطاعة الفكرية وتسريع للتقدم الروحي. عادة ما يكون هناك بعض التحسين الفيزيائي أيضاً. على عالم متوسط يكون الإفتقاد الإلهي ما بعد آدم هو عصر إختراعات عظيمة, وتحكم في الطاقة, وتنمية ميكانيكية. هذا هو عهد ظهور الصناعة متعددة الأشكال والسيطرة على القوى الطبيعية؛ إنه العصر الذهبي للإستكشاف والإخضاع الأخير للكوكب. الكثير من التقدم المادي للعالم يحدث أثناء هذا الوقت من تدشين تطور العلوم الفيزيائية, بالضبط مثل الحقبة التي تختبرها يورانشيا الآن. عالمكم هو إفتقاد إلهي كامل وأكثر وراء متوسط الجدول الزمني لكوكب.

52:3.7 (593.6) بحلول نهاية الإفتقاد الإلهي الآدمي على كوكب طبيعي تكون الأجناس قد امتزجت عملياً, بحيث يمكن أن يُعلن حقاً بأن "الله قد جعل من دم واحد كل الأمم", وبأن إبنه "قد جعل من لون واحد كل الشعوب". اللون لمثل هذا الجنس المندمج يكون نوعاً ما ذا ظل زيتوني من الصبغة البنفسجية, "الأبيض" العرقي للأجواء.

52:3.8 (593.7) الإنسان البدائي هو للجزء الأكبر آكل لحوم؛ الأبناء والبنات الماديين لا يأكلون لحوم, لكن نسلهم في غضون بضعة أجيال عادة ما ينجذب نحو مستوى آكل-كل-شيء, على أن جماعات كاملة من أحفادهم أحياناً تبقى غير-آكلة-للحوم. هذا الأصل المزدوج لأجناس ما بعد آدم يفسر كيف أن سلالات إنسانية ممزوجة تعرض آثار تشريحية منتمية إلى كِلا الفئتين الحيوانيتين آكلة النباتات وآكلة اللحوم.

52:3.9 (593.8) في غضون عشرة آلاف سنة من الإندماج العنصري تُظهر الأصول الناتجة درجات متفاوتة من المزج التشريحي, بعض السلالات حاملة أكثر من علامات السلف غير-الآكل-للحوم, البعض الآخر يعرض أكثر من الصفات المميزة والخصائص الفيزيائية لأسلافهم التطوريين آكلي اللحوم. سرعان ما تصبح الغالبية من أجناس العالم هذه آكلة-كل-شيء, معتمدين على مدى واسع من الأقوات من كِلا الممالك الحيوانية والنباتية.

52:3.10 (594.1) حقبة ما بعد آدم هي الإفتقاد الإلهي للدولية. مع مقاربة الإتمام لمهمة المزج العرقي, تتضاءل القومية, وتبدأ أُخوة الإنسان بالتحقق فعلاً. تبدأ الحكومة الممثلة بأخذ مكان الملكية أو الشكل الأبوي للحُكم. يصبح النظام التعليمي عالمياً, وتدريجياً تُفسح لغات الأجناس طريقاً إلى لسان الشعب البنفسجي. نادراً ما يتم تحقيق السلام والتعاون الكوني حتى تكون الشعوب ممزوجة جيداً إلى حد ما, وإلى أن يتكلموا لغة مشتركة.

52:3.11 (594.2) خلال القرون الختامية لعصر ما بعد آدم يتطور هناك إهتمام جديد في الفن, الموسيقى, والأدب, وهذه الصحوة في جميع أنحاء العالم تكون الإشارة لظهور إبن قضائي. التطور المتوج لهذا العهد هو الإهتمام الكوني بالحقائق الفكرية, الفلسفة الحقيقية. يصبح الدِين أقل قومية, يصبح أكثر وأكثر شأناً كوكبياً. كشوف جديدة للحق تميز هذه العصور, ويبدأ الأعلون للأبراج في الحكم في شؤون الناس. تُكشَف الحقيقة صعوداً إلى إدارة الأبراج.

52:3.12 (594.3) التقدم الأدبي العظيم يميز هذا العصر؛ أخوة الإنسان هي هدف مجتمعه. السلام الذي يعم-العالم--توقُف الصراع العرقي والعداء القومي--هو مؤشر النضوج الكوكبي لمجيء المرتبة الثالثة من البنوة, الإبن القضائي.

4. إنسان ما بعد الإبن القضائي

52:4.1 (594.4) على الكواكب العادية والموالية يفتح هذا العصر بأجناس بشرية ممزوجة ولائقة بيولوجياً. ليس هناك مشاكل العرق أو اللون؛ حرفياً جميع الأمم والأجناس من دم واحد. تزدهر أخوة الإنسان, وتتعلم الأمم العيش على الأرض في سلام وراحة بال. يقف مثل هذا العالم على عشية تطور فكري عظيم وبالغ الذروة.

52:4.2 (594.5) عندما يصبح عالم تطوري بالتالي ناضجاً للعصر القضائي, واحد من مرتبة الأبناء الأﭭونال العالية يجعل ظهوره على مهمة قضائية. الأمير الكوكبي والأبناء الماديون هم مِن أصل من الكون المحلي؛ الإبن القضائي ينحدر من الفردوس.

52:4.3 (594.6) عندما يأتي أﭭونال الفردوس إلى الأجواء البشرية على إجراءات قضائية, فقط كمحكمي إفتقاد إلهي, فهم لا يتجسدون أبداً. لكن عندما يأتون على مهمات قضائية, على الأقل الأولى, فهم دائماً يتجسدون, على أنهم لا يختبرون ولادة, ولا هم يموتون موت الحيز. قد يعيشون لأجيال في تلك الحالات حيث يبقون كحكام على كواكب معينة. عندما تُنجَز مهماتهم, يُسلمون حياتهم الكوكبية ويعودون إلى وضعهم السابق من البنوة الإلهية.

52:4.4 (594.7) كل إفتقاد إلهي جديد يُوسع أفق دِين الوحي, والأبناء القضاة يوسِعون وحي الحقيقة لتصوير شؤون الكون المحلي وجميع روافده.

52:4.5 (594.8) بعد الزيارة الأولى لإبن قضائي سرعان ما تُدخِل الأجناس تحريرها الإقتصادي حيز التنفيذ. العمل اليومي المطلوب للحفاظ على استقلالية الفرد سوف يُمثَل بساعتين ونصف من وقتكم. إنه من الآمن تماماً تحرير مثل هؤلاء البشر الأخلاقيين والأذكياء. مثل هذه الشعوب المصقولة تعرف جيداً كيف تستفيد من أوقات الفراغ لتحسين الذات والتقدم الكوكبي. يشهد هذا العصر التنقية الإضافية للسلالات العرقية بتقييد التوالد بين الأفراد الأقل لياقة والموهوبين على نحو فقير.

52:4.6 (595.1) الحكومة السياسية والإدارة الإجتماعية للأجناس تستمر في التحسن, الحكومة-الذاتية تكون راسخة إلى حد ما بحلول نهاية هذا العصر. بالحكومة-الذاتية نحن نشير إلى أعلى نوع من الحكومة التمثيلية. مثل هذه العوالم تُرقي وتُكرم فقط أولئك القادة والحكام الذين هم أكثر ملاءمة لتحمل المسؤوليات الإجتماعية والسياسة.

52:4.7 (595.2) أثناء هذه الحقبة غالبية بشر العالم هم مسكونين بضابط. لكن إلى الآن فإن إغداق المَراقب الإلهية ليس دائماً كونياً. لم يتم بعد إغداق ضباط الإنصهار على جميع البشر الكوكبيين؛ فإنه لا يزال من الضروري لمخلوقات المشيئة أن يختاروا مَراقب الغموض.

52:4.8 (595.3) في أثناء العصور الختامية لهذا الإفتقاد الإلهي, يبدأ المجتمع بالعودة إلى أشكال أكثر بساطة من المعيشة. الطبيعة المعقدة للحضارة المتقدمة تجري مجراها, والبشر يتعلمون العيش بشكل طبيعي وأكثر فعالية. ويتزايد هذا التوجه مع كل حقبة تالية. هذا هو عصر إزدهار الفن, والموسيقى, والتعليم الأعلى. تكون العلوم الفيزيائية قد وصلت بالفعل إلى ذروة تطورها. يشهد إنتهاء هذا العصر, على عالم مثالي, ملء صحوة دينية عظيمة, تنوير روحي يعم العالم. وهذا النهوض الواسع النطاق للطبائع الروحية للأجناس هو الإشارة لوصول إبن الإغداق ولتدشين الحقبة البشرية الخامسة.

52:4.9 (595.4) ينشأ على عوالم كثيرة بأن الكوكب غير جاهز من أجل إبن إغداق بمهمة قضائية واحدة؛ في تلك الحالة سيكون هناك ثاني, حتى تتالي من الأبناء القضاة, كل منهم سوف يُرقي الأجناس من إفتقاد إلهي إلى آخر إلى أن يُجعل الكوكب جاهزاً لهدية إبن الإغداق. على المهمة الثانية والمهمات اللاحقة قد وقد لا يتجسد الأبناء القضاة. لكن بغض النظر كم من الأبناء الوقورين قد يظهر --وهم قد يأتون على هذا النحو أيضاً بعد إبن الإغداق-- فإن مجيء كل واحد يمثل نهاية إفتقاد إلهي وبداية آخر.

52:4.10 (595.5) هذه الإفتقادات الإلهية للأبناء القضاة تُغطي ما بين خمسة وعشرين ألف سنة إلى خمسين ألف سنة من زمن يورانشيا. أحياناً تكون مثل هذه الحقبة أقصر بكثير وفي حالات نادرة حتى أطول. لكن في ملء الزمن فإن واحد من هؤلاء الأبناء القضاة أنفسهم سوف يُولد كإبن إغداق فردوسي.

5. إنسان ما بعد إبن الإغداق

52:5.1 (595.6) عندما يتحقق مستوى معين من التطور الفكري والروحي على عالم مأهول, دائماً يصل إبن إغداق فردوسي. على عوالم طبيعية هو لا يظهر في الجسد إلى أن تكون الأجناس قد إرتقت إلى أعلى المستويات من التطور الفكري والتحصيل الأدبي. لكن على يورانشيا ظهر إبن الإغداق, حتى الإبن الخالق الخاص بكم, عند نهاية الإفتقاد الإلهي الآدمي, لكن هذا ليس هو الترتيب المعتاد للأحداث على عوالم الفضاء.

52:5.2 (595.7) عندما تكون العوالم قد نضجت من أجل الروحانية, يصل إبن الإغداق. هؤلاء الأبناء ينتمون دائماً إلى المرتبة القضائية أو الأﭭونال باستثناء في تلك الحالة, مرة في كل كون محلي, عندما يستعد الإبن الخالق لإغداقه الأخير على عالم تطوري ما, كما حدث عندما ظهر ميخائيل نِبادون على يورانشيا ليغدق ذاته على أجناسكم البشرية. عالم واحد فقط ما بين تقريباً عشرة ملايين يمكنه التمتع بمثل هذه الهدية؛ كل العوالم الأخرى هي متقدمة روحياً من خلال إغداق إبن فردوسي من مرتبة الأﭭونال.

52:5.3 (596.1) يصل إبن الإغداق على عالم ذا حضارة تعليمية عالية ويواجه شعباً مدرباً روحياً وعلى إستعداد لإستيعاب التعاليم المتقدمة ولتقدير مهمة الإغداق. هذا عصر يتميز بالسعى العالمي للحضارة الأخلاقية والحقيقة الروحية. إن الشغف البشري لهذا الإفتقاد الإلهي هو الولوج للواقع الفلكي واالتواصل مع الواقع الروحي. تتوسع كشوف الحق لتشمل الكون العظيم. تنمو أنظمة جديدة تماماً من التعليم والحكومة لتحل محل الأنظمة الفجة من العصور السابقة. يأخذ فرح العيش لوناً جديداً, وتُرفع تفاعلات الحياة إلى أعالي سماوية من النغمة والطابع الصوتي.

52:5.4 (596.2) يعيش إبن الإغداق ويموت من أجل الرفع الروحي لأجناس البشر لعالم ما. إنه يؤسس "الطريقة الجديدة والحية"؛ حياته هي تجسد لحقيقة الفردوس في جسد بشري, تلك الحقيقة ذاتها--حتى روح الحق--في المعرفة التي سيكون فيها الناس أحراراً.

52:5.5 (596.3) على يورانشيا, كان تأسيس هذه "الطريقة الجديدة والحية" أمر واقع فضلاً عن حقيقة. عزلة يورانشيا في تمرد لوسيفر قد علقت الإجراءات التي بها يمكن للبشر العبور, عند الموت, مباشرة إلى شواطئ العوالم المنزلية. قبل أيام المسيح ميخائيل على يورانشيا نامت كل النفوس حتى قيامات الإفتقاد الإلهي أو الألفية الخاصة. حتى موسى لم يُسمح له بالعبور إلى الجانب الآخر حتى مناسبة قيامة خاصة, الأمير الكوكبي الساقط, كاليغاسشيا, متنازعاً على مثل هذا الخلاص. لكن منذ يوم صعود المسيح (العنصرة), يمكن لبشر يوارنشيا مُجدداً التقدم مباشرة إلى الأجواء المورونشية.

52:5.6 (596.4) عند قيامة إبن إغداق, في اليوم الثالث بعد تسليم حياته المتجسدة, يصعد إلى اليد اليُمنى للأب الكوني, يتلقى تأكيد قبول مهمة الإغداق, ويعود إلى الإبن الخالق عند مركز إدارة الكون المحلي. عند ذلك يُرسِل الأﭭونال المُغدَق وميخائيل الخالق روحهما الموحدة, روح الحق, نحو عالم الإغداق. هذه هي المناسبة عندما "تُسكب روح الإبن الظافر على كل جسد." تُشارك روح أُم الكون أيضاً في هذا الإغداق لروح الحق, ومصاحباً لذلك يصدر هناك مرسوم الإغداق لضباط الفكر. بعد ذلك جميع مخلوقات المشيئة ذوي العقلية-الطبيعية لذلك العالم سوف يستلمون ضباط بمجرد بلوغهم سن المسؤولية الأخلاقية, من الخيار الروحي.

52:5.7 (596.5) إذا كان مثل أﭭونال الإغداق هذا ينبغي أن يعود إلى عالم بعد مهمة الإغداق, فإنه لن يتجسد لكنه سيأتي "في مجد مع الجيوش السيرافية".

52:5.8 (596.6) قد يمتد عصر ما بعد إبن الإغداق من عشرة آلاف إلى مائة ألف سنة. ليس هناك وقت تعسفي مخصص لأي من عهود الإفتقادات الإلهية تلك. هذا وقت تقدم أدبي وروحي عظيم. تحت التأثير الروحي لهذه العصور, يخضع الطابع الإنساني إلى تحولات هائلة ويختبر تطوراً إستثنائياً. يصبح من الممكن وضع القانون الذهبي قيد التشغيل العملي. تعاليم يسوع هي حقاً قابلة للتطبيق على عالم بشري الذي كان لديه التدريب التمهيدي للأبناء السابقين للإغداق مع إفتقاداتهم الإلهية من تشريف الطبع وزيادة الثقافة.

52:5.9 (596.7) خلال هذا العهد تكون مشاكل المرض والجنوح قد حُلت جوهرياً. قد تم بالفعل القضاء على الإنحراف عن طريق التناسل الإنتقائي. قد تم التغلب عملياً على المرض من خلال صِفات المقاومة العالية للسلالات الآدمية والتطبيق الذكي والعالمي لإكتشافات العلوم الفيزيائية من العصور السابقة. متوسط طول الحياة, أثناء هذه الفترة, يتسلق جيداً فوق ما يعادل ثلاثمائة سنة من زمن يورانشيا.

52:5.10 (597.1) طوال هذه الحقبة هناك تقليل تدريجي للإشراف الحكومي. حكومة-الذات الحقيقية تبدأ بالعمل؛ هناك حاجة إلى القوانين المقيدة أقل وأقل. الفروع العسكرية للمقاومة الوطنية تعبر بعيداً؛ عهد الإنسجام الدولي يصل حقاً. هناك أُمم كثيرة, يتم تحديدها في الغالب من خلال توزيع الأراضي, لكن فقط جنس واحد, لغة واحدة, ودِين واحد. الشؤون البشرية تقريباً, لكن ليس تماماً, تكون يوتوبيا (أسطورية). هذا حقاً هو عصر عظيم ومجيد!

6. عصر ما بعد الإغداق اليورانشي

52:6.1 (597.2) إبن الإغداق هو أمير السلام. إنه يصل مع الرسالة, "السلام على الأرض وحُسن النية بين الناس". على العوالم الطبيعية هذا إفتقاد إلهي لسلام يعم العالم؛ الأمم لا تتعلم الحرب بعد الآن. لكن تلك التأثيرات النافعة لم تلازم مجيء إبن الإغداق الخاص بكم, المسيح ميخائيل. يورانشيا لا تتقدم في الترتيب الطبيعي. عالمكم هو خارج الخطوة في الموكب الكوكبي. سيدكم, عندما كان على الأرض, حذر تلاميذه بأن مجيئه لن يجلب الحكم المعتاد للسلام على يورانشيا. أخبرهم بوضوح أنه سيكون هناك "حروب وإشاعات حروب", وبأن أمة ستقوم ضد أُمة. في وقت آخر قال, "لا تفكروا بأني قد أتيت لأجلب السلام على الأرض".

52:6.2 (597.3) حتى على عوالم تطورية إعتيادية فإن تحقيق الأخوة العالمية للإنسان ليس إنجازاً سهلاً. على كوكب مرتبك وغير نظامي مثل يورانشيا يتطلب مثل هذا الإنجاز وقتاً أطول بكثير ويستلزم جهداً أعظم بكثير. إن التطور الإجتماعي غير المدعوم لا يمكن أن يحقق مثل هذه النتائج السعيدة على جو معزول روحياً. الوحي الديني ضروري لتحقيق الأخُوة على يورانشيا. بينما بيَّن يسوع الطريق إلى الإحراز الفوري للإخاء الروحي, فإن تحقيق الأخُوة الإجتماعية على عالمكم يعتمد كثيراً على إنجاز التحولات الشخصية والتعديلات الكوكبية التالية:

52:6.3 (597.4) 1. الأخُوة الإجتماعية. تكاثر الإتصالات الدولية والإجتماعية ما بين الأعراق والإرتباطات الأخوية من خلال السفر, والتجارة, واللعب التنافسي. تطوير لغة مشتركة وتكاثر المتكلمين بعدة لغات. التبادل العرقي والوطني للتلاميذ, والمعلمين, والصناعيين, والفلاسفة الدينيين.

52:6.4 (597.5) 2. التلاقح الفكري. إن الأخُوة مستحيلة على عالم سكانه بدائيين للغاية بحيث يفشلون في التعرف على حماقة الأنانية غير الملطَفة. يجب أن يكون هناك تبادل للأدب القومي والعرقي. يجب أن يصبح كل شعب ملماً بأفكار كل الشعوب؛ كل أمة يجب أن تعرف مشاعر كل الأمم. الجهل يولد الريبة, والريبة لا تتفق مع الموقف الأساسي من التعاطف والمحبة.

52:6.5 (597.6) 3. الصحوة الأدبية. فقط الوعي الأدبي يمكنه فضح لا-أخلاقية عدم التسامح الإنساني وإثم الصراع بين الأشقاء. إن الضمير الأخلاقي هو وحده القادر على إدانة شرور الحسد القومي والغيرة العرقية. فقط كائنات أخلاقية سوف تسعى دوماً لتلك البصيرة الروحية التي لا غنى عنها لعيش القاعدة الذهبية.

52:6.6 (598.1) 4. الحكمة السياسية. النضج العاطفي ضروري للسيطرة على النفس. النضج العاطفي وحده سيضمن إستبدال التقنيات الدولية للحكم القضائي المتحضر من أجل قرار التحكيم للحرب. إن رجال الدولة الحكماء سيعملون يوماً ما من أجل رفاه الإنسانية حتى بينما يسعون جاهدين لتعزيز مصلحة جماعاتهم القومية أو العرقية. الحصافة السياسية الأنانية هي انتحارية في نهاية المطاف--مدمرة لجميع تلك الصِفات الدائمة التي تضمن النجاة الجماعية للكواكب.

52:6.7 (598.2) 5. البصيرة الروحية. أخُوة الإنسان, بعد كل شيء, تقوم على الإعتراف بأبوة الله. أسرع طريقة لتحقيق أخوة الإنسان على يورانشيا هي إدخال التحول الروحي للإنسانية الحالية حيز التنفيذ. الأسلوب الوحيد لتسريع الإتجاه الطبيعي للتطور الإجتماعي هو تطبيق الضغط الروحي من فوق, بالتالي زيادة البصيرة الأخلاقية مع تعزيز قدرة النفس لكل بشري لكي يفهم ويحب كل بشري آخر. إن التفاهم المتبادل والمحبة الأخوية هما الممدنان المتعاليان والعاملان القديران في الإدراك العالمي لأخُوة الإنسان.

52:6.8 (598.3) إذا أمكن أن تُزرع من عالمك المتخلف والمرتبك إلى كوكب عادي ما الآن في عصر ما بعد إبن الإغداق, سوف تعتقد أنك قد تُرجمت إلى جنة تقاليدكم. بالكاد ستصدق بأنك تراقب الأعمال التطورية الإعتيادية لجو بشري للسكن الإنساني. هذه العوالم هي في الدارات الروحية لحيزها, وتتمتع بجميع مزايا البث الكوني والخدمات الإنعكاسية للكون العظيم.

7. إنسان ما بعد الإبن المُعَلِم

52:7.1 (598.4) الأبناء من المرتبة التالية ليصلوا على عالم تطوري متوسط هم الأبناء المعلمون الثالوثيون؛ الأبناء الإلهيين لثالوث الفردوس. مُجدداً نجد يورانشيا خارج خطوة الأجواء أخواتها في أن يسوعكم قد وعد بالعودة. ذلك الوعد سوف يفي به بالتأكيد, لكن لا أحد يعلم ما إذا كان مجيئه الثاني سوف يسبق أو يتبع ظهورات الأبناء القضاة أو المعلمين على يورانشيا.

52:7.2 (598.5) يأتي الأبناء المعلمون في جماعات إلى العوالم الآخذة في الروحانية. يُساعَد إبن مُعَلِم كوكبي ويُدعَم بسبعين إبن أولي, إثني عشر إبن ثانوي, وثلاثة من الأعلى والأكثر خبرة من مرتبة الداينالز السامية. سوف يبقى هذا السلك لبعض الوقت على العالم, طويلاً بما فيه الكفاية لإحداث الإنتقال من العصور التطورية إلى عهد النور والحياة--لا أقل من ألف سنة من الزمن الكوكبي وغالباً أطول بكثير. هذه المهمة هي مساهمة الثالوث في الجهود السابقة لكل الشخصيات الإلهية التي قد أُسعفت إلى عالم مأهول.

52:7.3 (598.6) إن وحي الحق ممتد الآن إلى الكون المركزي وإلى الفردوس. الأجناس تغدو روحية بعلو. لقد تطور شعب عظيم ويقترب عصر عظيم. الأنظمة التعليمية, الإقتصادية, والإدارية للكوكب تخضع إلى تحولات جذرية. يجري تأسيس قيم وعلاقات جديدة. ملكوت السماء يظهر على الأرض, ومجد الله يتم سكبه إلى الخارج في العالم.

52:7.4 (598.7) هذا هو الإفتقاد الإلهي عندما يُترجَم العديد من البشر من بين الأحياء. بينما يتقدم عهد الأبناء المعلمين الثالوثيين, يصبح الولاء الروحي لبشر الزمان كونياً أكثر وأكثر. الموت الطبيعي يصبح أقل تواتراً بينما ينصهر الضباط بشكل متزايد مع رعيتهم أثناء العمر في الجسد. يُصنف الكوكب في النهاية وفقًا للترتيب الأساسي المعدل للإرتقاء البشري.

52:7.5 (599.1) الحياة خلال هذا العهد ممتعة ومُربحة. قد تم بالفعل القضاء على الفساد والحصيلة الأخيرة المعادية للمجتمع للصراع التطوري الطويل. يقارب طول الحياة خمسمائة سنة من سنين يورانشيا, ويتم التحكم بذكاء في معدل الإنجاب من الزيادة العرقية. لقد وصل نظام جديد كلياً للمجتمع. لا تزال هناك إختلافات كبيرة بين البشر, لكن حالة المجتمع تقارب أكثر مُثل الأخوة الإجتماعية والمساواة الروحية. الحكومة التمثيلية تتلاشى, ويمر العالم تحت حكم السيطرة الذاتية-للفرد. يتم توجيه عمل الحكومة بشكل رئيسي إلى المهمات الجماعية للإدارة الإجتماعية والتنسيق الإقتصادي. العصر الذهبي قادم على عجل؛ الهدف الدنيوي للنضال التطوري الكوكبي الطويل والمكثف هو في الأفق. ثواب العصور سوف يتحقق قريباً؛ حكمة الآلهة على وشك أن تتجلى.

52:7.6 (599.2) تتطلب الإدارة الفيزيائية للعالم خلال هذا العصر حوالي ساعة واحدة كل يوم من ناحية كل فرد بالغ؛ أي, ما يعادل ساعة واحدة من وقت يورانشيا. الكوكب على إتصال وثيق مع شؤون الكون, وشعبه يمسح بدقة أحدث الإذاعات بنفس الإهتمام الشديد الذي تُظهرونه الآن في أحدث نشرات صحفكم اليومية. هذه الأجناس مشغولة بألف شيء ذا إهتمام غير معروف على عالمكم.

52:7.7 (599.3) على نحو مزايد, ينمو ولاء كوكبي حقيقي للكائن الأسمى. جيل بعد جيل, أكثر وأكثر من الشعب يتماشون مع أولئك الذين يمارسون العدل ويعيشون الرحمة. ببطء لكن بثبات يتم كسب العالم إلى الخدمة الفرحة لأبناء الله. قد تم حل الصعوبات الفيزيائية والمشاكل المادية إلى حد كبير؛ الكوكب ينضج لحياة متقدمة ووجود أكثر إستقراراً.

52:7.8 (599.4) من وقت لآخر طوال فترة إفتقادهم الإلهي, يستمر الأبناء المعلمون في المجيء إلى هذه العوالم المسالمة. لا يتركون عالم حتى يلاحظوا بأن الخطة التطورية, كما تتعلق بذلك الكوكب, تعمل بسلاسة. عادة ما يرافق الأبناء المعلمين إبن قضائي للحكم على مهماتهم المتعاقبة, بينما يعمل إبن آخر مثل هذا عند وقت مغادرتهم, وتستمر هذه الإجراءات القضائية من عصر إلى عصر طوال مدة النظام البشري من الزمان والفضاء.

52:7.9 (599.5) كل مهمة متكررة للأبناء المعلمين الثالوثيين ترفع تباعاً مثل هذا العالم العلوي إلى الأعالي الدائمة الإرتقاء من الحكمة, الروحانية, والتنوير الفلكي. لكن المواطنين النبلاء لمثل هذا الجو لا يزالون متناهين وبشر. لا شيء مثالي؛ مع ذلك, هناك تتطور صفة تُقارب الكمال في إدارة عالم غير مثالي وفي حياة سكانه الإنسانيين.

52:7.10 (599.6) قد يعود الأبناء المعلمون الثالوثيون مرات عديدة إلى نفس العالم. لكن عاجلاً أو آجلاً, في إرتباط مع إنهاء إحدى مهماتهم, يُرفع الأمير الكوكبي إلى مركز سُلطان كوكبي, ويظهر سُلطان النظام ليعلن دخول مثل هذا العالم في عهد النور والحياة.

52:7.11 (599.7) لقد كان إختتام المهمة النهائية للأبناء المعلمين (على الأقل ذلك سيكون التسلسل الزمني على عالم طبيعي) أن كتب يوحنا: "رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة وأورشليم الجديدة نازلة من الله من السماء, مهيأة كأميرة مزينة من أجل الأمير".

52:7.12 (600.1) هذه هي الأرض المجدَدة ذاتها, المرحلة الكوكبية المتقدمة, التي تخيلها الرائي القديم عندما كتب: "لأنه, كما السماوات الجديدة والأرض الجديدة, التي سأصنعها, ستبقى أمامي, هكذا انتم وأولادكم ستنجون؛ وسيأتي يوم حينما من قمر جديد إلى آخر ومن سبت إلى آخر سيأتي كل جسد للعبادة أمامي, يقول الرب".

52:7.13 (600.2) إنهم بشر عصر كهذا الذين وُصفوا "كجيل مختار, كهنوت ملكي, أمة مقدسة, شعب مرفوع؛ وستُبدون الشكر له الذي دعاكم من الظلمة إلى هذا النور الرائع".

52:7.14 (600.3) بغض النظر عن ما يكون التاريخ الطبيعي الخاص لكوكب فردي, لا فرق ما إذا كان الحيز موالياً كلياً, ملوثاً بالشر, أو ملعوناً بالخطيئة--بغض النظر عما قد تكون عليه السوابق--عاجلاً أو آجلاً سوف تهِل نعمة الله وإسعاف الملائكة في يوم مجيء الأبناء المعلمين الثالوثيين؛ ورحيلهم, بعد مهمتهم النهائية, سيفتتح هذا العهد الرائع من النور والحياة.

52:7.15 (600.4) كل عوالم ساتانيا يمكنها أن تنضم في أمل الذي كتب: "مع ذلك نحن, وفقاً لوعده, نتطلع إلى سماء جديدة وأرض جديدة, حيث يسكن البِر. لأجل ذلك, يا أحبائي, رؤية أنكم تتطلعون إلى مثل هذه الأمور, كونوا مجتهدين بحيث قد توجدوا من قِبله في سلام, بدون لطخة ولا لوم".

52:7.16 (600.5) رحيل سلك الأبناء المعلمين, عند نهاية حكمهم الأول أو حكم لاحق ما, يُعلن فجر عهد النور والحياة--عتبة الإنتقال من الزمان إلى دهليز الأبدية. إن الإدراك الكوكبي لهذا العهد من النور والحياة يساوي أكثر بكثير من أعز توقعات بشر يورانشيا الذين ما خالجوا مفاهيم بعيدة النظر للحياة المستقبلية أكثر من تلك المتبناة في معتقدات دينية التي تصور الجنة على أنها المصير الفوري ومكان السكن النهائي للبشر الناجين.

52:7.17 (600.6) [ رُعيت برسول قدير مُلحق مؤقتاً إلى موظفي جبرائيل. ]

Foundation Info

نص سهل الطباعةنص سهل الطباعة

Urantia Foundation, 533 W. Diversey Parkway, Chicago, IL 60614, USA
تليفون: +1-773-525-3319; فاكس: +1-773-525-7739
© Urantia Foundation. كل الحقوق محفوظة